من كازاخستان إلى المسرح الكبير: قصة آيجريم

آيجريم توتوفا (Aigerim Tutova) في أوائل العشرينات من عمرها، تعيش في كازاخستان. فتاة طبيعية، لا شيء يميزها. لكنها صماء. وبناءً على طلبها، خضعت آيجريم لزراعة القوقعة عندما كانت في ال17 من عمرها. يساعد جهاز القوقعة آيجريم على عيش حياتها بشكل طبيعي، لكن ليس هذا فقط! فبفضل إرادتها الجبارة وموهبتها العظيمة، تمارس آيجريم الآن موهبتها في الغناء لتتمكن أخيرا من متابعة أحلامها الموسيقية.

 

كانت الطريق مليئة بالعقبات. فقد كان يشار إليها بأنها المراهقة الوحيدة التي تضع جهاز القوقعة، والتي وصفها زملائها في المدرسة بأنها الطفلة الوحيدة الصماء. على الرغم من مقاومة والديها، إلا أن آيجريم أصرّت لتخضع للعملية الجراحية في كازاخستان كي تحصل على زرعة القوقعة. في البداية، لم يصدق الوالدان أن طفلتهم الكبرى ستتمكن من السمع حقاً وحينها إعتمدوا على طريقة قراءة الشفاه للتواصل معها. لكن آيجريم كانت تؤمن بنفسها. فقد كانت تحب أن تستمع إلى والديها وهم يغنون وبدأت في الغناء سراً في الحمام. ثم قدمت طلب دون علم والديها لمسابقة موسيقية في وارسو – بولندا ونالت جائزة هناك. تبعها جائزة أخرى في مسابقة موسيقية في سانت بيترسبورغ – روسيا.

 

بعد بذولها لجهد كبير أصبحت الان تغني على نطاق واسع، فحوّلت آيجريم هوايتها إلى مهنة وحُجزت بشكل كبير للأداء في حفلات الزفاف والحفلات الموسيقية والعروض المسرحية.

تقول آيجريم: “لم يساعدني جهاز القوقعة على الإستماع فحسب بل بث فيّ الروح من جديد. لقد أعطاني دفعة إلى الأمام.”

تؤدي آيجريم وبعض الفنانين الآخرين في نشاطات خيرية، حيث يتم التمويل لجهاز قوقعة لأحد الأطفال من نيبال والذي فقد سمعه إثر مرض.

 

ولكن لم يقتصر حلم آيجرم على الغناء فحسب بل كان لها شغف آخر الا وهو مساعدة غيرها ممن يعانون من فقدان السمع. لهذا السبب قررت أن تدرس وتعمل كأخصائية نطق، وقد أكملت بالفعل دراستها الجامعية بنجاح واليوم تعمل بشكل رئيسي مع الأطفال.. كما انضمت إلى برنامج المتطوعين في روسيا والذي يدعم زارعي القواقع في رحلتهم مع السمع. وهي الآن تحمل لقب المعلمة وتشارك قصتها مع جميع الأشخاص ممن هم في بداية رحلتهم. أثبتت تجربتها كمغنية ومعلمة أهمية الإرادة لتحقيق الأحلام وأصبحت مصدر إلهام للجميع.

تقول: “غالبًا ما يسألني ممن هم في نفس الرحلة وبالأخص الذين اعتادوا على سماع الموسيقى ما إذا كان سيتمكنوا من الإستماع والإستمتاع بها حتى بعد تلقي غرسة القوقعة” وأقوم انا بدوري بطمأنتهم.

 

والآن حان دوركم، يمكنكم أن تصبحوا مصدر إلهام للكثير في أي مجال من المجالات التي تحبونها!

 

Recent Posts