مُلهِم لسماع الحياة – 16 عاماً مع القوقعة

يسعدنا اليوم مشاركتكم قصة الشاب عبدالله من العراق، الذي يبلغ الآن من العمر 25 عاماً.
ويقول فيها:

 

 “أقول في نفسي دائماً عندما أرى شخصاً لا يستطيع الرؤية، أو لا يستطيع المشي أو الكلام،
كم من النعم التي اعتدناها وغفلنا عن شكرها.. فقط لأننا لم نجرب الحياة بدونها..

بالنسبة لي، إنك تسمع يعني إنك قادر تتواصل مع العالم وتشارك اللحظات الجميلة مع العائلة والأصدقاء..

أحب أن أسمع صوت الناس من حولي، صوت الضحك، والحوارات مع الآخرين،
صوت توجيهات والدي، صوت الموسيقى مثل العزف على العود، وصوت الورق عند تقليب الكتاب.

 

قد تكون هذه الأمور بسيطة بالنسبة لكم، لكنها تعني ليَ الكثير.

 فقد ولدت وأنا لا أسمع، حيث لاحظت والدتي عدم استجابتي للأصوات، مثل عدم التفات لهم عند مناداتهم لاسمي، وعدم سماع صوت طرق

الباب أو سقوط شيء ما.

 ثم، في عام 2007، وبسبب صعوبات الحياة وتحدياتها، قمت بزراعة القوقعة.

لكن هذا لم يمنع والدي من المثابرة، وبذل مجهود كبير لتعلم السمع والنطق، والإبتعاد عن قراءة الشفاه، شيئاً فشيئاً،
حتى بدأت هذه الأصوات تشكل معاني وكلمات، وبدأت أتكلم بشكل طبيعي.

أعلم أن أمر لم يكن سهلاً أبداً، لهذا أنا ممتن جداً لأهلي على دعمهم العظيم لي، فبدونهم لن أكون هنا الآن.

أتذكر عندما كنت طفلاً صغيراً، أي قبل زراعة القوقعة، كنت أنظر للأطفال الآخرين،
كيف يتحدثون ويتمازحون معاً، وكيف كنت طفلاً انعزالياً أو انطوائياً.

أما اليوم، لا يمكنني تخيل حياتي بدون قوقعة.. بدون أي صوت.. بالتأكيد كنت سأعيش بعالم الصمت.عندها علمت قيمة القوقعة ونعمة السمع.

 

القوقعة، أعطتني الأمل والثقة بذاتي لأتواصل مع المجتمع، مع أهلي وأصدقائي،أعادت لي ولأهلي الإبتسامة.
كنت أحلم وأطمح دائماً بأن أصبح إنسان أفضل في الحياة، وأكون شخصاً مستقلاً.

 

الآن، أنا أعمل مع الشركة التي رافقتني طول حياتي.

وبطبيعة عملي، أحياناً يتفاجأ المراجعون عندما يرون المعالج الصوتي على أذني.

وخاصة الأطفال الصغار، فيقومون بالتأشير بأصابعهم وإخبار عائلتهم.
والذين يسألونني عن زراعة القوقعة، ويشاركونني قصتهم ومشاكلهم.

بحكم تجربتي وخبرتي والمعلومات التي اكتسبتها، أقوم بمساعدتهم وتقديم النصائح والعبارات التشجيعية لهم، خاصة لمن هم في بداية الرحلة السمعية.

كم هو شيء جميل أن تكون مصدر دعم وإلهام لغيرك ممن هم في نفس الرحلة، فهو شيء يدعو حقاً للفخر.

مرت أكثر من 14 سنة منذ إجرائي لزراعة القوقعة، وبفضلها أصبح لدي حياة طبيعية وإجتماعية جداً مثل أي شخص آخر.

لهذا أود أوجه رسالة لكل شخص يعاني من ضعف السمع، بأن يستغل الوقت ويقوم بزراعة القوقعة لأنها ستغير حياته بأكملها.

Recent Posts