جيفري بول: المخترع لنظام غرسة الأذن الوسطى

جيفري بول هو المخترع لنظام غرسة الأذن الوسطى، وهو نفسه متلقي لنظام غرسة VIBRANT SOUNDBRIDGE.
حيث فقد سمعه تدريجياً في سن مبكرة، وكان الحل واضحاً بالنسبة له: أنه كان بحاجة إلى صنع جهاز يعمل مع السمع القليل المتبقي لديه.

في هذه المقابلة الحصرية، سنحاول معرفة المزيد حول رحلته السمعية المذهلة،
وكيفية اختراع غرسة سمعية يستخدمها بنفسه، وتطوير نوع جديد من الحلول السمعية.

 هل يمكنك البدء بمشاركة القليل عنك، وعن خلفيتك وتجربتك؟

 أنا من سانيفيل، كاليفورنيا، في قلب وادي السيليكون.
بعد التخرج من البكالوريوس في علم الفسيولوجي والماجستير في تكنولوجيا المعلومات،
تم تعييني على الفور خارج الكلية كمهندس طبي حيوي في كلية الطب بجامعة ستانفورد.
قمت بإدارة المختبر لمدة سبع سنوات، وفي نفس الوقت قمت أيضاً بالكثير من الأعمال الاستشارية مع شركات الأجهزة الطبية والإلكترونيات.

 هل يمكنك أن تخبرنا قليلاً عن رحلتك مع ضعف السمع؟

 أصبتُ بضعف السمع إثر سلسلة من الأمراض والحمى المرتفعة التي عانيت منها بعمر 3-4 سنوات.
كان جزء من علاج الحمى هو حقنة المضاد الحيوي، على الأرجح جينتاميسين،
والذي لم يكن معروفاً في تلك الأيام أنه يسبب ضعف السمع ولكننا نعرف الآن أنه سام للأذن.

من المحتمل أنه بسبب ذلك لدي الآن ضعف سمع حسّي عصبي -80 ديسيبل،
مما يعني أنني أستطيع سماع الأصوات العالية للغاية مثل أبواق السيارات، ولكن لا يمكنني سماع الكثير من دون تضخيم الصوت.

يطلق أخصائيو السمع في الولايات المتحدة الأمريكية على نوع ضعف السمع الخاص بي “المتوسط إلى الشديد”،
لكن هذا ما يجعلني أشعر بالجنون دائماً.

حيث أعتقد في نفسي دائماً أنه “لا يوجد شيء معتدل حول عدم القدرة على السمع. انتهى.”

 ما هي أنواع العلاجات المتاحة لضعف السمع لديك؟

 عندما كنت طفلاً، كان الخيار الوحيد هو المعينات السمعية.
كانت المعينات السمعية مزعجة حقاً حتى منتصف الثمانينات.

كل ما فعلوه هو تفجير أذن المستخدم بأصوات وردود الفعل مشوهة.
لأكون عادلاً لقد جعلوا كل الأصوات أعلى، لكن هنا كانت المشكلة؛
فقد جعلت المعينات السمعية كل الأصوات أعلى لكنهم لم يجعلوا أي شيء واضحاً.

كان ذلك في عام 1978 عندما قرأت لأول مرة عن غرسات القوقعة الإلكترونية.
كنت أعلم بطريقة أو بأخرى في ذلك الوقت أنني سأحصل على غرسة يوماً ما.
كان هذا فقط ما أردت، وعلى الرغم من أنه لم يكن لدي أي فكرة عما كنت أفكر فيه في ذاك الوقت،
فقد كان من المنطقي بالنسبة لي أنه يجب أن أذهب إلى الطبيب ليقوم بإجراء عملية جراحية، وإصلاح سمعي بواسطة الغرسة.

أعتقد أنني سألت في معهد كاليفورنيا للأذن لأول مرة -حوالي عام 1980- عن عملية الزراعة،
وقيل لي أنهم “لا زالوا يعملون عليها” ولكن في غضون عام أو عامين يجب أن يكون لديهم شيء لي.

حسنًا، اتضح بأن الأمر سيستغرق وقتاً أطول من ذلك. كنت سأنتظر 18 سنة أخرى قبل أن أحصل على الغرسة.

 لماذا أردت تطوير نوع جديد من الغرسة السمعية؟

كنت أعمل مباشرة عبر القاعة في قسم طب العيون في ستانفورد،
ورأيت أنه إذا كان لدى الشخص مشكلة في الرؤية،
فلديه العديد من خيارات العلاج المختلفة.

ولكن مع الضعف السمع في ذلك الوقت، كان الجواب هو نفسه إلى حد كبير: “إليك معينتك السمعية”. وإذا قلت، “حسنًا، أنا لا أحب المعينات السمعية”، فإن جوابهم سيكون “حسنًا، هناك نوع آخر من المعينات السمعية”.
 لذلك، كان الجواب لسنوات عديدة المعينات السمعية أو لا شيء.

عندما وصلت غرسات القوقعة الإلكترونية لأول مرة، كان هناك أمل على الأقل لمرة واحدة. حتى بالنسبة لأولئك الذين لم يكونوا مرشحين جيدين للتحفيز الكهربائي، فقد وصلت الغرسة وبالتأكيد سيكون هناك المزيد في المستقبل.

أتذكر عندما بدأت العمل لأول مرة في ستانفورد، قال لي رئيس القسم: “نعم! الآن جيف، ما سنفعله هو الانتهاء من جهاز الغرسة السمعية، ثم سنقوم بزراعته لك في عام أو عامين، وبعدها سندخلك إلى كلية الطب هنا.
” حسنًا، لقد استغرقت وقتاً أطول من عام أو عامين، ولم أعد أبدًا إلى كلية الطب، وكنت أعمل على الأجهزة الطبية والغرسات السمعية منذ ذلك الحين.

 كيف بدأت في تطوير غرسة الأذن الوسطى؟

 أوه، كان هذا بسيطاً! لقد أمضيت حوالي سبع أو ثماني سنوات من حياتي عالقاً في مختبرات بلا نوافذ في ستانفورد،
أعمل لعديد من الليالي وعطلات نهاية الأسبوع، وأختبر الأذنين، وأبني أنظمة اختبار جديدة،
وأجرب المئات من الأجهزة التي لم تعمل أو كان بها عيوب تصميمية كبيرة.

لكنني كنت أعرف أن المفتاح يكمن في تضخيم الموجات الصوتية، على عكس الإشارات الكهربائية التي ترسلها غرسة القوقعة.

لذا، في وقت متأخر من إحدى الليالي، عندما كنت أعمل في مختبر في مرآبي وأصنع محولات الطاقة الصغيرة – أي أجهزة صغيرة يمكنها تحويل الكهرباء إلى اهتزازات، وبينما كنت أعمل هناك اكتشفت أن المفتاح للغرسة السمعية الخاصة بي هو: محول الكتلة العائمة، أو محول FMT.
الذي يمكن توصيله بعظيمات الأذن الوسطى، وصنع اهتزازات صوتية عالية بما يكفي لسماعها.

ما هو شعورك باختراع الغرسة التي تمكنك من السمع؟

 لقد تلقيت غرسة من أولى وحدات التجارب السريرية، مما يعني أنه كان من المفترض أن تكون فقط من أجل التجربة السريرية.
حقيقة أنها لا تزال تعمل، وعملت بشكل جيد للغاية لسنوات عديدة، هو أمر مدهشٌ.

عندما أجريت عملية الزراعة، تمكنت من السماع بجهازي الذي صنعته، وفي رأسي للمرة الأولى.
نعم، لقد كان رائعاً جداً – يجب أن أعترف بذلك.
وكلما أقوم بتشغيل الغرسات بين حين وآخر، وتمكنني من السماع، أقول لنفسي “واو، هذا رائع حقاً!”

إنه أمر متواضع بالنسبة لي لأنني أعرف مقدار الجهد الصعب الذي بذلته بالتجربة، ويسعدني أن أكون جزءاً منه.
أعني جزءاً واحداً فقط، لأنه كان هناك المئات من الباحثين، والأطباء، وخبراء الأعمال، والمتخصصين التنظيميين، وموظفي الدعم السريري الذين حققوا ذلك.
فلا يمكن لأي شخص أن يفعل كل ذلك بمفرده.

 لقد تلقيت الغرسة الثانية لـ SOUNDBRIDGE في عام 2015 م.
فلماذا انتظرت طويلاً؟

لأن الغرسة الأجدد لـ SOUNDBRIDGE تحتوي على بعض التحسينات الجديدة التي أردت تجربتها.
إحداها أنها أصبحت ملائمة “للرنين المغناطيسي” وهي لغة تنظيمية بمعنى أنه يمكنها المرور عبر الرنين المغناطيسي إلى درجة 1.5 تسلا.
كما قمنا باختراع أحدث طريقة ربط، حيث أن محول FMT يتصل بعظام أذني الوسطى، وأردت حقاً السماع بها مقارناً إياها بالطريقة الأخرى.

شكراً جيف!

السيرة الذاتية لجيف بول التي صدرت في عام 2011 تدعى “لا مزيد من الضحك على الصبي الأصم”، يشارك فيها مغامرته في التكنولوجيا التي قادته من وادي السيليكون في كاليفورنيا إلى النمسا، حيث يعيش الآن ويواصل عمله مع MED-EL.

 

Recent Posts