Site icon amman.office.medel.com

“إيماني يخبرني بأن جميعنا خلق ولديه مهمة خاصة به في هذه الحياة.”

من هي إيلينورا سيمونيان؟

هي فتاة فقدت سمعها بعمر العامين إثر إلتهاب فيروسي، ومن ثم إستعادت سمعها بعد إجرائها لعملية زراعة القوقعة. لذا تسعدنا مشاركتكم مقابلتنا مع إيلينورا، وهي تحدثنا عن رحلتها مع القوقعة.

لكن هذا كله لم يوقفها بل ما هو إلا حافز أطلق عنانها، فهي الآن تدرس القانون في الجامعة، لديها مدونتها الخاصة لتساعد جميع ممن هم في نفس الرحلة – رحلة السمع – ويتشاركون النصائح والقصص عليها بالإضافة لكونها راقصة فلكلورية محترفة.

وتقول إيلينورا: “في صغري، أردت أن أسمع مثل الأطفال الآخرين.
كنت أغمض عيني في الليل وأتخيل أن سمعي سيعود يوماً ما، لكن لم يحدث ذلك أبداً.
فهمت عندها أنه يجب عليّ تقبل حقيقة فقداني للسمع والتعايش معها.
حينها بدأت حياتي السمعية الجديدة برفقة زرعة القوقعة.”

تشارك إيلينورا في العديد من الفعاليات لتنشر وتزيد الوعي حول ظاهرة فقدان السمع وعلاجها.

كيف فقدت حاسة السمع؟

عندما كنت بعمر العامين، أصبت بالتهاب فيروسي وفقدت حاسة السمع نتيجة لذلك.

كان أمراً مرهقاً لعائلتي. لم نعلم ماذا نفعل. حاولوا الحصول على المعلومات من الأقارب والأصدقاء.

ولكن في ذلك الوقت لم يكن هناك سوى عدد قليل جداً من الكتب، ولا توجد مواقع الويب أو وسائط التواصل الإجتماعي حيث يمكن للمرء نشر الأسئلة في أي وقت يريده.

ومن ثم عن طريق الصدفة، ذهب عمي لعيادة الأذن والأنف والحنجرة في سانت بطرسبرغ، وسمع أنه من الممكن إستعادة السمع من خلال عملية خاصة تسمى «زراعة القوقعة». لقد أقنع والديّ بالمضي قدماً في هذه الجراحة وساعدنا في دفع ثمنها.

هل كان التأهيل سهلاً في ذلك الوقت؟

أجريت عمليتي الجراحية بعد شهرين فقط من فقداني السمع.

لم يكن التأهيل سهلاً، وذلك لأنه لم تتوفر أدوات التدريب والتأهيل قبل 20 عاماً لذا قام والداي بصنع الأدوات الخاصة لي في البيت.

لقد تعلمت كيفية المشي والتحدث والسمع. كان والداي يعملان بجهد كبير لمساعدتي في إستعادة نطقي.

لقد قمنا بالكثير من التدريب في المنزل. كان الأمر صعباً في ذلك الوقت، لأنه لم يكن لدينا أية مواد تدريبية، كما أنها لم تكن متاحة بسهولة.

أما في الوقت الحاضر، يمكنك أن تجد ذلك بسرعة على الإنترنت، لكن قام والداي بتصميم أدوات التدريب الخاصة بهم ولم يتوقفوا عن البحث عن أفكار جديدة لإعادة تأهيل النطق، وأنا ممنونة لهم بذلك كثيراً!

حتى الآن أتذكر كلماتي الأولى، فقد كانت كلمة صوت طرق الباب “دق دق” وهي عندما أدخل الغرفة خلف أمي.

بالنسبة لي، لم تكن عملية إعادة التأهيل صعبة، لأنني كنت بعمر العامين وكنت أحب التحدث كثيراً على أي حال، وبعد شهرين من إعادة التأهيل، تذكرت كل شيء.

لذلك بدأت حياتي السمعية الجديدة باستخدام غرسة القوقعة.

بدأت بارتياد الحضانة والمدرسة العادية. لم يرغب والداي أن يلحقاني بمدرسة خاصة، وأنا ممتنة لذلك.

كنت دائماً طالبةً جيدة لأنني ببساطة أحب الدراسة. كما أنني شاركت في العديد من الأنشطة المدرسية.

عندما سألني زملائي في الصف عما كنت أرتديه خلف أذني، قلت إنها سماعة خاصة. وقد كانوا يظنون أنني رائعة.

أنا الآن أدرس القانون في الجامعة. لا أعرف ما إذا كنت سأعمل في هذه المهنة أم لا، لكنني درسته لأنني أظن أنه مجال مثير للإهتمام.

حدثينا عن شغفك بالموسيقى.

تلعب الموسيقى دوراً مهماً في حياتي، فقد ساعدتني على تطوير إحساسي بالإيقاع والأصوات.

على الرغم من انني فقدت حاسة السمع، ولكن الموسيقى ترافقني دائماً.

مشاعري مرتبطة بالموسيقى، أي أن الإستماع لأغنيتي المفضلة يأخذني للحظات جميلة. يمكن لأي شخص يمتلك حاسة سمع طبيعية أن يستشعر ما أقوله، ولكن بالنسبة لشخص فقد سمعه، فهذا شيء خاص ولا يمكن تحقيقه إلا بفضل غرسة القوقعة.

والأهم من ذلك، أن الموسيقى هي الصلة لشغف حياتي – الرقص.

عندما كانت في السابعة من عمري، اصطحبتني أمي إلى دروس الرقص.

أنا أرقص مع فرقة فلكلورية تقليدية. لا أتخيل حياتي دون غرسة القوقعة، لولاها لما تمكنت من متابعة شغفي بالرقص.

الموسيقى والرقص يكملان بعضهما البعض وكلاهما يتطلب حاسة السمع.

تمحورت سنوات طفولتي وشبابي حول شغفي للرقص. فقد جلبت لي الأصدقاء، السعادة وعلمتني الإلتزام. لم ولن أتخيل يوماً من حياتي دون الرقص.

كيف تلهمين الآخرين؟

على مدار السنوات الثلاثة الماضية عملت مرشدةً متطوعة لمرشحي ومستخدمي غرسة القوقعة. وقد كانت هذه السنوات الثلاثة هي أفضل سنوات حياتي.

لديّ الآن مدونتي الخاصة مع العديد من المتابعين الذين يشاركونني قصصهم ومشاكلهم.

القدرة على مساعدتهم هو شيء جميل للغاية، لأنه قبل 20 عاماً عندما احتاج والداي معرفة المزيد عن علاج فقدان السمع، كان من الصعب جداً الحصول على المعلومات.

لم يتوفر مجموعات دعم أو وسائط إجتماعية لتتمكن من طرح جميع أسئلتك والحصول على إجابة بسرعة.

في الوقت الحاضر، من الممكن تبادل الخبرات في المنتديات عبر الإنترنت مع أشخاص من جميع أنحاء العالم.

بالنسبة للأشخاص الذين يفكرون في زراعة القوقعة، فأنا أشجعكم وأؤكد لكم أنه سيكون من أحسن القرارات التي ستتخذونها في حياتكم.

ما الذي يحفزك كل يوم؟

لقد مرت 20 سنة منذ إجراء عمليتي الجراحية. في هذه السنوات كان علي أن أتقبل وأتفهم الكثير.

ففي صغري كنت أغمض عيني في الليل وأتخيل أن سمعي سيعود يوماً ما، لكن لم يحدث ذلك أبداً.

عندها فهمت أنه يجب عليّ تقبل حقيقة فقداني للسمع، والتعايش معها للإستفادة في هذه الحياة.

وهكذا بدأت حياتي تتغير إلى الأفضل. أعلم أنه أمر صعب، لكننى ننسى الصعوبات لحظة رؤيتنا للنتائج.

أؤمن بأن جميعنا لديه مهمة خاصة به في هذه الحياة، وأعتقد أنني وجدت مهمتي وهدف حياتي

. أنا سعيدةٌ جداً لأنه بإمكاني إلهام غيري ممن هم في نفس الرحلة، فهو شيء لم أحلم به أبداً.

ما زلت في الثانية والعشرين من عمري ولكني أحب ما أقوم به، وأعتقد أنه سيستمر في التحسن مع الوقت!

 

أود أيضاً أن أغتنم هذه الفرصة لأشكر والدي. بدونهم ودعمهم المستمر لن أكون هنا الآن.

وأود أن أشكر عمي على دعمه المادي وشركة MED-EL لإطلاق عناني. علينا أن نؤمن دائماً بأنفسنا وبأطفالنا لأنه يمكنهم القيام بكل ما يريدون.

لمستقبل أكثر إشراقاً لكل واحد منا!

Exit mobile version