كلُ واحد منا في الحياة مر بشيء غيّرهُ. الحدث الذي غيّرني وغير حياتي كُلها هو حريقٌ قويٌ في منزلنا. كنت فقط في السنة الثانية من عمري. في ذاك اليوم، الحياة أعطتني فرصة أخرى، فقد تمكن رجال الإطفاء من إنقاذي.
لكن بعد هذا الحادث، وبعد مروري بوحدات العناية المركزة، والأمراض الرئوية، توقفت عن سماع هذا العالم. كان الأمر واضحاً بالنسبة لي: أن لا شيء سيعود كما كان من قبل.
نعم، لقد كان قاسياً ومؤلماً التوقف في نقطة ما عن سماع صوت عائلتي، حتى لو كنتُ لا أدرك كيف كانت أصواتهم قبل الحريق. بعد هذه المأساة، تملكتني العزلة، وبدأت في الرسم.
ذكرت أمي في مذكراتها: “10/12/1994 أوليسيا عمرها 3 سنوات. يمكنها أن تقضي يومها كله ترسم وتنسى أن تتناول الطعام! الزينة وقطع الورق من حولها. هذه ثالث علبة ألوان تنهيها!”. لقد درستُ في المدارس العادية، والتي غيّرتني كثيراً، كان الأمر صعباً جداً بالنسبة لي، لم أسمع الكلام بوضوح حتى مع سماعاتي الإثنتين، ولم أتمكن من التحكم في صوتي، وكان كلامي غيرُ واضحٍ.
هذه الصورة رسمتها عندما كان عمري 16 عاماً